
قد يظن البعض أن معد التقرير قد أخطأ في صياغة العنوان وأنه كان يقصد "المغاربة يهاجرون إلى اسبانيا بحثاً عن فرصة عمل" إلا أن الواقع يحدثنا بأن الإسبان بالفعل بدأوا بالتوافد بشكل ملحوظ إلى الأراضي المغاربية هرباً من جحيم الأزمة الاقتصادية التي تحيق ببلادهم بحثاً عن لقمة العيش.
لقد عهدت الدول العربية في النصف الثاني من القرن العشرون والسنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرون هجرة مواطنيها إلى الدول الأوروبية وأمريكا بحثاً عن حياة اقتصادية واجتماعية أفضل من التي يعيشونها في بلادهم، ولكن الأزمة الاقتصادية التي أصابت عديد من الدول في العالم وفي مقدمتها الدول الغربية قد تقلب الموازين رأساً على عقب.
وفي الحالة المغربية الإسبانية رصدت بعض التقارير الإحصائية أن نسبة المواطنين الإسبان الذين ارتحلوا إلى بلدان الشمال المغربي بلغت أكثر من مائة وخمسون ألفاً في الشهور العشر الأخيرة، ذلك بحثاً عن فرصة العمل التي عجزت الحكومة الإسبانية عن توفيرها لمواطنيها وسط انغماسها في البحث عن حلول للأزمة الاقتصادية كالإجراءات التقشفية ورفع أسقف الضرائب المتنوعة.
وقد ظن المتابعين لتلك القضية المثيرة للاندهاش أن المهاجرين الإسبان لن يقدموا سوى على الأعمال ذات المردود المالي المرتفع والتي تتمتع كذلك بطابع اجتماعي خاص كالعمل الأكاديمي والتجارة والمقاولات، إلا أن عديد من المهاجرين لم يجدوا سوى طريق الأعمال الحرفية البسيطة كالنجارة والحدادة واضطروا لقبول تلك الأعمال كبديل عن التوقف التام عن العمل.
ويرى بعض الأطباء والمحللين النفسيين أن هؤلاء المهاجرين سيواجهون أزمات نفسية حادة في الشهور الأولى لهم من مشوار هجرتهم نظراً لاختلاف الطبائع والعادات بين إسبانيا كدولة غربية والمغرب كدولة عربية شرقية، كذلك اختلاف اللغة التي ستكون عائقاً في التواصل مع سكان الدولة الأصليين خاصة أن معظم المهاجرين ترتبط أعمالهم بالتواصل المباشر مع متلقي الخدمة.
إلا أن المحللين عادوا وأكدوا أن تلك الأزمات ستتلاشى بمرور الوقت وسيستطيع هؤلاء المهاجرين الانخراط في المجتمع خاصة وأن المغاربة شعب مضياف بطبعه ويتقبل الآخر بسهولة بل ويعمل على عدم إشعاره بالغربة من المكان الذي يعيش فيه.
وأكد بعض الخبراء أن تلك الظاهرة قد تتفشى في الأعوام القادمة بين سكان دول العالم الغربي في ظل الظروف المعيشية المضنية التي تعيشها تلك الدول لا سيما اليونان وإيطاليا واسبانيا وتصبح الدول العربية هي القبلة الأولى لمواطني تلك الدول الراغبين في حياة اقتصادية أفضل وخاصة بين شريحة الشباب الأكثر عرضة للمرض الاجتماعي القاتل المسمى بـ"البطالة"
لا تقرا وترحل ساعدنا بنشرالموضوع ;